لحظات فارقة
كانت طفلة صغيرة تحلم دائما بعروسة صغيرة تلعب بها وتمشط لها شعرها
كبرت هذه الطفلة الصغيرة وشبت عن الطوق لتكبر وتذهب إلى المدرسة
وتمر الأيام وتنتقل هذه الفتاة إلى المرحلة الإعدادية كل هذا وهي تخطو خطواتها الأولى
بين محاريب المساجد مرة في هذا المسجد وأخرى في هذه الزاوية دون ثبات على مكان معين
وتمر الأيام وتنقطع هذه الفتاة عن المسجد لأسباب عديدة وكلها شوق للعودة إلى هؤلاء المعلمين
والأساتذة لتتعلم منهم المزيد والمزيد لكن لا تستطيع الحراك لظروف عديدة
وتمر الأيام وتذهب في يوم من الأيام لزيارة جدها وتجلس لتبحث في مكتبة جدها عن بعض الكتب المسلية
لتجد في مكتبة جدها كتاب يحكي عن الإمام الشهيد حسن البنا وتقرأ وتقرا
وتنبهر بشخصية هذا الرجل العلامة الرائع
وكان هذا الكتاب هو كتاب الملهم الموهوب من أروع ما قرأت عن الأمام
وتقرأ وتقرأ وتنهمر من عينيها الدموع لجمال ما قرأت عن الأمام لتجد نفسها
تقول : الله الإخوان المسلمين دول ناس محترمين وكويسين جدا يا خسارة ماتوا كلهم
يسلام لو موجودين دلوقتي يسلالالالالالالالالالالالالالالام
وما تدري هذه الفتاة أنهم موجودين بدعوتهم يحيون على وجه الأرض في مصر وفي
انحاء العالم تهز دعوتهم الأرض ويغمر نورهم الأرجاء
وتجلس هذه الفتاة وتمر بها الأيام والسنون وهي بين التزام تارة وانحراف تارة أخرى
تارة ترتدي الحجاب وتارة تخلعه ... نقاش مع ابيها حول حبها لأرتداء البنطلون
ورفضه هو لذلك وتارة حول رغبتها في ارتداء النقاب ورفضه أيضا لذلك
لكن الله يهدي من يشاء وظلت على الحجاب بفضل الله عزوجل وبفضل والدها الكريم
وتمر الأيام والسنون وتدخل هذه الفتاة الجامعة " كلية دار العلوم " وكانت هي رغبتها الأولى
فقد كانت ترغب في تعلم العلوم الشرعية كما أن جو الإلتزام الموجود فيها كان يريح اعصابها
فضلا عن أن صديقتها المقربة كانت بهذه الكلية .
في اول ايام الجامعة تدخل الفتاة الجامعة لتجد جو رااااااائع لوحات معلقة وهدايا وتهاني من شباب
التيار الإسلامي في ذلك الوقت سواء إخوة أو أخوات بمجرد أن رأتهم أخذت تقول لهم
هل من مساعدة أحب ما تعملون أرغب في مشاركتكم بشكل جعلهم يشكون فيها ويرتابون في أمرها .
وكالمعتاد ترى ما يحدث من سجال ومناورات ومناوشات بين أمن الدولة واتحاد الطلبة من ناحية
وبين شباب التيار الإسلامي من ناحية أخرى ، ساعتها جن جنون الفتاة
ما كنت تعرف سبب هذه المعارك بين الطرفين ، وتعجبت تعجبا شديدا وأخذت تبكي وتبكي
لماذا كل هذا ؟؟
هل هذا جزاء من يدعو إلى الخير وإلى طاعة الله عزوجل ؟؟
هل هذا جزاء من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؟؟
هل هذا جزاء من يرغب في إعادة الخلافة الإسلامية للعالم مرة أخرى ؟؟
هل هذا جزاء من يرغب في تحرير البلاد والعباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد ؟؟
كلها أسألة كانت تدور في عقل هذه الفتاة ، في هذه اللحظة وجدة الفتاة صديقتها المقربة تناديها وتقول لها
ارغب في أن أقول لك شيء هام ،، قالت لها : تفضلي ، قالت لها صديقتها : لا ليس هذا هو المكان المناسب
" مكان أحد المشاحنات بين التيار والأمن " قررت الفتاة أن تذهب مع صديقتها إلى حديقة كلية التجارة بجامعة القاهرة مكان هادئ نوعا ، قالت لها : سأخبرك بعدة أمور ، مجمل هذه الأمور
التيار الإسلامي هو جماعة الإخوان المسلمون
هذه الجماعة أسسها الأمام الشهيد حسن البنا
هذه الجماعة هدفها العودة بالإسلام لسيادة العالم ووووووو
كل هذا والفتاة تمر بحالة من حالات الذهول والدهشة أعقبها حالة من حالات الضحك الهستيري
في ظل جو من أجواء الوجوم والتعجب والسعادة والفرح
حالة أول مرة تشعر بها الفتاة ، تعجبت صديقتها كثيرا
ما بك أختى ؟؟؟!!
قالت لها ظننت أن هذه الجماعة قد مات جميع أفرادها وقد أنتهى امرها
فأذا بك تقولين لي أن هذه الجماعة هي التيار الإسلامي بالجامعة
قالت لها صديقتها وما رأيك ؟؟
قالت الفتاة لها : دعيني أستخير بالأمر
ذهبت الفتاة إلى بيتها وكلها سعادة وخوف
سعادة بين حبها ورغبتها في الوجود بين هؤلاء الناس وحبها لهم ورغبتها في العمل معهم
وبين الخوف من رد فعل الأهل والأقارب والجيران إذا ما علم أحدهم بهذا الأمر
صلت الفتاة صلاة الأستخارة
وذهبت إلى نومها لترى حلما جميلا ، لترى إمامها الحبيب " حسن البنا "
ينظر إليها ويقول لها مرحبا بك معنا أو ما شابه ذلك ..
لتستيقظ الفتاة وهي في قمة السعادة وتتصل بصديقتها لتقول لها معكم بإذن الله تعالى